الاثنين، 4 فبراير 2008

حديثي للعريس الذي دخل على النساء





إن مما بليت به كثير من المجتمعات ظاهرة نكراء , ينكرها المسلمون في طول البلاد وعرضها , ولكن تسللت ودخلت بيننا في حال ضعف وهوان أسأل الله أن لا يديمه , تسللت في حال تهاون فيه القريب مع القريب على حساب دين قويم لا يقبل الهوان في الحق ولو على الأهل و الأصحاب .
حين غفلنا عن قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ( آل عمران : 110 ) .
وحينما تغافلنا عن قوله صلى الله عليه وسلم : عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، وللأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري و مسلم .
وحينما تغافلنا عن قوله صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
فشت بيننا من البدع ما لا تخفى على أحد , و حديثي هاهنا عن ظاهرة دخول العريس في صالة النساء مع عروسه , دون أدنى تقدير و مراعاة للنساء المدعوات .

كيف لا والنساء جئن ليفرحن للعروسين , و يقابل فرحهن بانتهاك حرماتهن ؟


أخبروني بربكم بأي حق يدخل العريس على الحاضرات بدون علمهن وفيهن الفتيات المراهقات , و النساء الكبيرات , و مسنات ضعاف ؟
هل هذا الجزاء لمن لبى وحضر أعراسهم ؟ !
أيجهلون قوله تعالى ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) (الرحمن :60)
و إن تعجب فأعجب من العريس الذين حين يدخل لصالة النساء , يرى النساء يهربن و يخرجن - إلا من طبع الله على قلبها حب الفحش والسوء - والعريس جالس كأن في عينيه عمى وكأن في سمعه خرس , أتبع نفسه هواها وتمنى من الله التوفيق في زواجه .!
و إن مما تعجب منه أيضاً انعدام الناصح المشفق - إلا من رحم الله - الذي يتمنى زوال الأمر و انتهاؤه , فحين يعلم الرجل الناصح أن فلان من الناس دخل على النساء فلن يكلف نفسه عناء النصح له و إن كان الحزم في عقابه , فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري .
أتعجب ممن يستحل ما حرم الله في أمرٍ ضرره متعدي وليس قاصر عليه , ولا يجد من يزجره وينهه عن سفهه .
أتعجب ممن حباهم الله قولاً مسموعاً و رأيً سديدً ولم ينطق بحرف .! وزوجه حاضره في العرس ؟ ! أين الرجال الذين لا يخشون في الله لومه لائم .! أين من تهزه الغيرة, أين من يفصل بين محاباة القريب و طاعة الله عزَّ وجل ؟
فأذكركم إن رضيتم بهذا ببني إسرائيل , قال تعالى ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) ( المائدة : 78 – 79 )
وبقوله الله تعالى : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدمير ) سورة الإسراء: الآية 16
أننتظر أمر الله يقع ونحن نحابي فلان وفلان ؟ أم ندع أمر الله يقع ونحن نرتقب ؟ يجب أن نأخذ على يد السفيه بعد نصحه لأن لا تشيع الفاحشة فينا .
ويجب أن يقف الأب و الأقرب فالأقرب في وجه من تسول له نفس انتهاك محارم الله , فالأب راعي ومسؤول عن رعيته أمام الله كما قال المصطفى عليه الصلاة و السلام , ويجب تفعيل دور الهيئات والجهات المعنية في القضاء على هذه الظاهرة , و على النساء أن يتقين الله و لا يسمحن بمثل هذه الأمور المحدثة




هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

ليست هناك تعليقات: