بسم الله الرحمن الرحيم
هل علماؤنا ومشايخنا غير علمائهم ومشايخهم ؟!
هل علماؤنا ومشايخنا غير علمائهم ومشايخهم ؟!
إن المتأمل لحال اللبرالية ليجد العجب العجاب , فما أخفاه كبراؤهم ( المردة ) في صحفنا اليومية أو أخفوه بالتلميح والتورية أو ظهر من سقطات أقلامهم , صرح به غلمانهم ( الفراخ ) في المنتديات التي تزعم أنها تكفل حرية الرأي والرأي والرأي الآخر وما إلى ذلك من شعارات رنانة تسر القارئين , وتسرق ألباب المحايدين , حتى إذا ما دخلوا لجة المنتديات صدموا بالواقع البائس , الذي يناقض ما ينعقون به صباحا مساء , فمنهم من آثر السلامة وتركها ومنهم من استمر حتى طرد ولله المشتكى .!
فمن أعجب عجائبهم ( التي لا تنقضي ) قدحهم في العلماء وفي اجتهاداتهم ووصفهم بالجهل والتحجر والتشدد والرجعية والتبعية العمياء وعدم مواكبة العصر وووو إلخ . . .
وموطن العجب نقدهم هذا.! ( إن صحت تسميته نقد .! ) فالعجب من شخص لا يحسن الشيء ويخوض فيه , بل ويُقَيِّم ويُصدر الحكم .!
ونحن وإن كنَّا نؤمن ونؤيد النقد البناء والهادف إلى الإصلاح ونشكر من يفعله إلا أن هذا لا يمكن أن يجعلنا نُسلم بكل مكتوب يُسمى نقد , بل لا بد من فرز ونقد للنقد , حتى نستخلص النقد الهدام من النقد البناء , وهذا من أعسر الأمور و أصعبها ولا يقدر عليه إلا من له ذكاء حاد و إطلاع دائم ومتابعة مستمرة لأحوال المجتمع و أطيافه الهادفة والهدَّامة .
ولو أنَّا تأملنا للنقد الهدام لوجدنا أن النقد لا ينطبق بحال من الأحوال على يقولونه على علمائنا الأفاضل , ولعل المتابع المنصف إن نظر لنقدهم لظن أنهم يقصدون رجال الدين المسيحيين في العصور الوسطى , عصور الانغلاق والتحجر .! لا علماءنا الكرام .! وفي هذا تجنٍ واضح , وإظهارٌ لما أبطنوه من محاولات بائسة لخلخلة وهزِّ الثقة في علمائنا الأفاضل الذين يقفون سدًا منيعًا ضد أفكارهم التغريبية , ثم يلي هذا الطعن في علمهم و فتاواهم واجتهاداتهم , وهو مسلك خطير يجب التنبه له .!
و أعجب منه قولهم أن القرآن والحديث واضحة ولا يحتاجان لشارح , فلكل إنسان اجتهاده ( وهم هنا يقصدون العامة لا أهل العلم ) ولكل إنسان استنباطاته التي يستنبطها من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .! .
ورحم الله الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال ( قيمة كل امرئ ما يحسن ) .
أسأل الله الحفيظ أن يحفظ علماءنا الكرام , و أن يجعلهم غصة في حلوق أعداء الدين .
عبدالعزيز اللحياني
9/4/1428هـ