الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

من عيون الشعر العربي المنشدة ( 2 ) مالك بن الريب يرثي نفسه .

أهلاً وسهلاً بكم أيها الأعضاء الكرام , والعضوات الكريمات في موضوعنا المتجدد من عيون الشعر المنشدة . في موضوعنا الماضي كان بطلنا أبو العتاهية في قصيدته ( خانك الطرف الطموح )
( 2 )
وفي موضوعنا هذا سنتحدث عن الشاعر مالك بن الريب صاحب أشهر مرثية في رثاء النفس .!
فمالك بن الريب هو مالك بن الريب بن حوط من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ولد في أول دولة بني أمية ونشأ في بـــادية بني تميم بالبصرة بالعراق , كان مالك بن الريب جميلاً لبّاساً وشجاعاً وفتاكاً لا ينام إلا متوشحاً سيفه،، وكان يقطع الطريق مع ثلاثة نفرٍ من المقريبن له وكان لصاً لازم شظاظ الضبي الذي قالت عنه العرب ألص من شظاظ ، وحبس بمكة في سرقة فشفع فيه شماس بن عقبة المازني فاستنقذه ثم تاب ولحق بسعيد بن عثمان بن عفان وأنتظم في جيشه في خراسان فطلبهم مروان بن الحكم وكان عاملا على المدينة (661-669م) فهربوا الى فارس .
وقيل: كانت ولاية سعيد على خرسان أقل من عام،، فرجع عنها ومعه مالك بن الريب،، ولم يسر سعيدٌ عن خرسان إلا قليلاً حتى مرض مالك وأشرف على الموت فخلفه وترك عنده مُرّةَ الكاتب ورجلا أخر،، فكانت وفاة مالك بن الريب في خرسان سنة 56 هـ في إبّان شبابه فقال هذه القصيدة الرائعة الفريدة يرثي بها نفسه. . .
هذا قول.وهناك قول آخر، أن حية قد دخلت خفه، فوجدها فيه، بعد أن لبسه، فعرف أن منيته قد أتت،
وقول ثالث، أن أحداً قد وضع الحية في خفه .
شاعر مقلّ لم تشتهر من شعره إلا هذه القصيدة ومقاطع شعرية في الوصف والحماسة وردت في كتاب الأغاني .

ألا لــيــت شعــري هـــل أبـيـتــن ليلـــة ـ ـ ـ بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيـا
فليـت الـغـضا لـم يقـطع الركب عرضـه ـ ـ ـ وليت الغضا ماشـى الركـاب لياليـا
لـقـد كـان فـي أهـل الغـضا لـودنـا الغضـا ـ ـ ـ مـزار ولكـن الغضـا ليـس دانيـا
ألم ترنـي بـعــت الـضـلالــة بــالـهـــــدى ـ ـ ـ وأصبحت في جيش ابن عفان غازيـا
و أصبـحـت فــي أرض الأعـادي بـعدمـا ـ ـ ـ أراني عـن أرض الأعـادي قاصيـا
دعـاني الـهـوى مـن أهـل ودّي وصحـبتي ـ ـ ـ بـذي الطبسيـن ، فالتفـت ورائـيـا
أجـبـت الـهـــوى لـمــا دعــانــــي بـزفـرة ـ ـ ـ تقنعـت ، منـهـا أن ألام ، ردائـيـا
أقـول وقـد حـالـت قــرى الكــرد بـيـنـنـــا ـ ـ ـ جزى الله عمرا خير ما كـان جازيـا
إنْ الله يـرجـعـنـي مــن الـغــــــزو لا أرى ـ ـ ـ وإن قـلّ مالـي طالبـا مـا ورائيـا
تـقـول ابـنـتي لـمــا رأت طــــــول رحلتـي ـ ـ ـ سفـارك هـذا تاركـي لا أبـا لـيـا
لعمري لئن غالـــــت خـــراســان هــامـتـي ـ ـ ـ لقد كنت عـن بابـي خراسـان نائيـا
فـــإن أنـــج مـــن بـابـــي خــراسـان لا أعـد ـ ـ ـ إليـهـا و إن منيتمـونـي الأمانـيـا
فـــللــه دري يــــــــوم أتــــرك طـــائـعـــــا ـ ـ ـ بنـيَّ بأعلـى الرقمتيـن ، ومالـيـا
ودر الـــظبــــاء الســــانــــحـات عـشـــيـة ـ ـ ـ يخبّـرن أنـي هالـك مـن أمامـيـا
ودر كبـيـريَّ اللـذيـن كـلاهـمـا ـ ـ ـ علـيَّ شفيـق ناصـح لـو نهانـيـا
و در الرجـال الشاهـديـن تفتـكـي ـ ـ ـ بأمـري ألا يقصـروا مـن و ثاقيـا
ودر الهوى من حيث يدعـو صحابـه ـ ـ ـ ودر لجـاجـاتـي ودر اتنهـائـيـا
تذكرت من يبكـي علـي فلـم أجـد ـ ـ ـ سوى السيف الرمـح الردينـي باكيـا
واشقـر محـبـوك يـجـر عنـانـه ـ ـ ـ الى الماء لم يترك لـه الدهـر ساقيـا
ولمـا تـراءت عنـد مـروٌ منيّتـي ـ ـ ـ وخلّ بهـا جسمـي وحانـت وفاتيـا
أقـولُ لأصحابـي ارفعونـي فإننـي ـ ـ ـ يقـرُّ بعيـنـي إن سهـيـل بدالـيـا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانـزلا ـ ـ ـ برابـيـه إنــي مقـيـم ليـالـيـا
أقيمـا علـي اليـوم او بعـض ليلـةٍ ـ ـ ـ ولا تعُجلانـي قــد تبـيّـن مابـيـا
وقوما إذا مـا استُـل روحـي فهيّئـا ـ ـ ـ لي السدر و الأكفـان ثـم ابكيـا ليـا
وخطا بأطـراف الأسنـة مضجعـي ـ ـ ـ وردّا علـى عينـي فضـل ردائـيـا
ولا تحسُدانـي بــارك الله فيكُـمـا ـ ـ ـ من الأرض ذات العرض ان توسعا ليا
خُذانـي فجُرّانـي ببـردي إليكـمـا ـ ـ ـ فقد كنت قبـل اليـوم صعبـا قياديـا
وقد كنت عطّافاً اذا الخيـل أحجمـت ـ ـ ـ سريعاً لدي الهيجا إلى من دعـا نيـا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى ـ ـ ـ سريعا إلى الهيجا إلـى مـن دعانيـا
فطورا ترانـي فـي ظـلال و نعمـة ـ ـ ـ و يومـا ترانـي و العتـاق ركابـيـا
ويوما ترانـي فـي رحـى مستديـرة ـ ـ ـ تخـرق أطـراف الـرمـاح ثيابـيـا
وقوما علـى بئـر الشبيكـي فأسمعـا ـ ـ ـ بها الوحش والبيض الحسان الروانيـا
بأنـكـمـا خلفتـمـانـي بـقـفـرة ـ ـ ـ تهيب علـيّ الريـح فيهـا السوافيـا
ولا تنسيـا عهـدي خليـلاي إنـنـي ـ ـ ـ تقطـع أوصالـي وتبلـى عظامـيـا
فلـن يعـدم الولـدان بثـا يصيبـهـم ـ ـ ـ ولن يعـدم الميـراث منـي المواليـا
يقولـون لا تبعـد و هـم يدفنـونـي ـ ـ ـ و أيـن مكـان البـعـد إلا مكانـيـا
غداة غدٍ يا لهـف نفسـي علـى غـد ـ ـ ـ إذا أدلجـوا عنـي و خلفـت ثاويـا
و أصبح مالي مـن طريـف و تالـد ـ ـ ـ لغيري و كان المـال بالأمـس ماليـا
فياليت شعري هـل تغيـرت الرحـى ـ ـ رحى الحرب أو أضحت بفلج كما هيا
وياليت شعري هـل بكـت أم مالـك ـ ـ ـ كما كنـت لـو عالـوا نعيـاك باكيـا
إذا مـت فاعتـادي القبـور وسلمـي ـ ـ ـ على الرمس أسقيتي السحاب الغواديـا
تري جدثا قـد جـرت الريـح فوقـه ـ ـ ـ غبـارا كلـون القسـطـلان هابـيـا
رهينـة أحجـار وتـرب تضمـنـت ـ ـ ـ قرارتهـا منـي العـظـام البوالـيـا
فياراكبـا إمـا عـرضـت فبلـغـن ـ ـ ـ بنـي مالـك و الريـب ألا تلاقـيـا
وسلـم علـى شيخـيّ منـي كليهمـا ـ ـ ـ وبلـغ كثيـرا وابـن عمـي وخاليـا
و عطل قلوصي في الركـاب فإنهـا ـ ـ ـ ستفلـق أكبـادا و تبـكـي بواكـيـا
بعيـد غريـب الـدار ثـاو بقـفـرة ـ ـ ـ يـد الدهـر معروفـا بـأن لا تدانيـا
أقلب طرفي حول رحلـي فـلا أرى ـ ـ ـ به مـن عيـون المؤنسـات مراعيـا
وبالرّمل مني نسـوةًّ لـو شهـد ننـي ـ ـ ـ بكيـن وفدّيـن الطبـيـب المـداويـا
فمنهـن أمّـي وابنتـاهـا وخالـتـي ـ ـ ـ وباكيـة أخـرى تهيـج البـوا كـيـا
وما كان عهـد الرّمـل منـي وأهلـهِ ـ ـ ـ ذميمـاً ولا بالرّمـلِ و دّعـت ُ قاليـا
وإلى اللقاء في قصيدة عربية منشدة .
.

من عيون الشعر العربي المنشدة ( 1 ) خانك الطرف الطموح .

في أثناء تصفحي تقع عيني على العديد من القصائد العربية المنشدة , وكثيراً ما أحفظها على جهازي و أنساها .
في هذه السلسلة رغبتُ في إفادة الإخوة والأخوات من المهتمين بالأدب والشعر , وسأضع لكم بحول الله قصيدة مكتوبة ومنشدة , لتفيد الإخوة والأخوات الذين يرغبون في حفظها أو عرضها .
( 1 )
خانك الطرف الطموح
أبو العتاهية

خانك الطـرفُ الطمـوحُ ـ ـ ـ أيُّهـا القلـبُ الجَـمُـوحُ
لدواعـي الخيـرِ والشَّـرـ ـ ـ رِ دُنُـــوٌ ونُـــزوحُ
هـلْ لمطلـوبٍ بـذنـبٍ ـ ـ ـ توبـةٌ مـنـه نَـصـوحُ
كيـفَ إصـلاحُ قلـوبٍ ـ ـ ـ إنَّـمـا هُــنَّ قُــرُوحُ
أحـسـنَ الله بِـنــا أنَّ ـ ـ ـ الخطـايـا لا تـفــوحُ
فـإذا المسـتـورُ مِـنَّـا ـ ـ ـ بيـنَ ثوبَيْـه فُـضـوحُ
كـمْ رأينـا مـن عزيـزٍ ـ ـ ـ طُوِيَـتْ عنـه الكُشـوحُ
صـاحَ منـه برحـيـلٍ ـ ـ ـ صائحُ الدَّهـرِ الصَّـدوحُ
موتُ بعضِ الناسِ في الأرـ ـ ـ ضِ على بعـضٍ فُتـوحُ
سيصيـرُ المـرءُ يومـاً ـ ـ ـ جسـداً مـا فـيـه روحُ
بيـنَ عَيْنَـيْ كـلِّ حـيٍّ ـ ـ ـ عَلَـمُ الـمـوتِ يـلـوحُ
كُلُّنـا فـي غفـلـةٍ والـ ـ ـ ـ ـمـوتُ يغـدو ويـروحُ
لِبَنِي الدنيـا مـن الـدن ـ ـ ـ ــيـا غَبُـوقٌ وصَبُـوحُ
رُحْنَ في الوَشْيِ وأَصْبَحْـ ـ ـ ـ ـنَ عليهِـنَّ المُـسـوحُ
كـلُّ نطَّـاحٍ مـن الن ـ ـ ـ ـاسِ لـه يــومٌ بَـطـوحُ
نُحْ على نفسِكَ يـا مـس ـ ـ ـ ــكيـنُ إن كنـتَ تنـوحُ
لَتَمـوتـنَّ وإنْ عُــمـ ـ ـ ـ ـمِرْتَ مـا عُمِّـرَ نـوحُ

أو احفظ من هنا بصوت المنشد أبو عبدالملك

http://www.epda3.net/iv/es33.ram

و إلى اللقاء في قصيدة منشدة أخرى .

.