المقامة الرافضية

المقامة الرافضية

حدثنا أبو عبدالله المكي قال : كُنّْتُ مِنْ عِبَادِ اللهِ الكَادِحِينْ , لا عِلمَ لِي بِمَذَاهِبٍ زَعَمُوا أَنَّهَا مِنْ هَذَا الدِينْ , حَتَّى دَارَتْ عَلَيّنَا حَرْبٌ فِي بِلادِ المُسْلِمينِ , فأخِذْتُ أدعُوا النصرَ و الوعدَ المُبِين , مِن ربِ العَالَمِين , فأسْبَلتُ دُمُوعِي خَاشِعَاً فِي ظلمةٍ من ليلٍ سكينْ , فَدَعَوتُ اللهَ النَّصْرَ بإخلاصٍ ويَقِين , كَمَا لَو كَانَ العَدُو فِي دَارِنَا مَكِين .

وفِي الصباحِ الباكرِ , و أنا أَحمِلُ مِنْ الكُتُبِ و الدَفَاتِرِ ما يَئِنُ لَهُ ظَهرُ البَعِيرِ , دَخَلْتُ دُورَ الطَلِبِ ,وَ جَلَسْتُ فِي كُرسِي مُنْتظِرَاً , وَقَبَلَ الدَرسِ , سَألتُ مَنْ عَلى يَمِينِي مَسّألَة المَكّرُوبِ الكَسِيرِ , مَا أخبَارُ الحَربِ ؟ وَهَل للمُسلِمِين مِنْ نَصرٍ , قَال لي مُتَسَائِلاً فِي استغرابٍ ؟ أَحَربُ الفُرسِ مع الرُومِ تَعنِي ؟ قُلتُ: لا أنَا أَقّصِدُ الحَربَ فِي أرضٍ تَعْلُونَا .

قال: أتَقْصِدُ حَربَ الرَوَافِضِ ؟

قلت: ومَنْ الرَوَافِض ؟

قال : لي مُعَاتِباً , هي حرب الروافض الفرس والروم ؟

قلت له : وما يدريني ما الروافض ؟ هل لك أن تُجَلِّهم لي ؟

قال: أنا بهذا زعيم و عليم . فأنا أرد لهم المكيال بمكيالين , و الصاع بصاعين , أرد بعلمٍ يقين ,و لا أجاري منهم إلا المكين المتين , و أضحك عليهم العالمين .

وقال : قرأت فيما قرأت عن الروافض , فوجدتهم شر أهل الأرض قاطبة , دينهم منحول و علمهم مأفون , اتخذوا من الدين مطية , و من آل البيت حمية , قولهم تقية وفعلهم كالظبية , علمائهم أكذبهم حديثاً وتدليسا , استحلوا الزنا باسم المتعة , السرقة باسم الخمس, الكذب والنفاق باسم التقية , كذبوا القرآن وادعوا فيه النقص والله يقول { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} .

قذفوا عائشة رضي الله عنها والله يقول { إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم}.

ثم فقال لِي أبياتً وقَالَ أنَهَا مِن نونية للقحطاني قَالَ فِيهَا :

لا تـعـتـقد ديـن الـروافـض إنـهــم ..... أهـل الـمــحال وحزبه الــشيـطـان
إن الروافض شر من وطئ الحصى ..... مـن كــل إنــس نــاطــق أو جـــان
مدحــوا الـنـبي وخـونـوا أصـحابــه ..... ورمـــوهــم بـالـظــلـــم والـعـدوان
حــبــوا قـرابـتـه وسـبـوا صـحــبــه ..... جـــــدلان عـــنــد الله مـنـتـقـضـان

وشَعبُهُم يَسُوقُهُ المُعَمّم كالأنَعَامِ , لم يُحَكمُوا القُرآنَ ولا السُنَّة , فمُعَممهُم مُتَبَع , وقَولُه بُرهَانٌ سَطَعَ , ويَظُنُونَ أنهُم يُحسِنُونَ صُنعَا.!
ومِن جَهلِي طأطأتُ رَأسِي خَجِلٍ . فشَكرتُه بأدبٍ جَمٍ , فجَاءَ منادٍ أنَّ الوقتَ انتَهَى , فانِفَضَ الجُلوسُ ولم يَبقَ إلا أنا و الهُمَام , فسَألتُه عَن اسِمِهِ فَقَالَ :عَبدالله .!

كتبها : عبدالعزيز اللحياني
عزووو
8/3/1428هـ