الثلاثاء، 17 يونيو 2008

اللـبــراليــة كـمــــا رأيـــت .


[ اللبرالية كما رأيت ]
بين الحين والآخر يظهر اللبراليون السعوديون بشبهات سقيمة لا تسمن ولا تغنى من جوع , ولو كان لهم أدنى قدرٍ من عقل , لعلموا أن شبههم ليست إلا صدى لتلك التي يطالب بها الغرب , وليعلموا أنهم لو استمروا لكفوا الغرب مؤونة الضغط على الحكومات الإسلامية .!
إن المتأمل الحصيف والمتابع لحال اللبرالية السعودية إن صحت تسميتها بلبرالية , لعلم و أيقن دون أدنى جهد , أنها غير منتظمة وبداخلها من التخبط ما الله به عليم , لأن اللبرالية الموجودة لدينا في السعودية كما يزعم أتابعها أنها لا تتنافى مع تعاليم الإسلام , مع أن اللبرالية تعني الحرية , والحرية كلفظ تعنى الحرية من كل ما يقيد الإنسان من دين وسياسة واقتصاد وغيره , وهذا أول ما يؤخذ عليهم , فمن خلال متابعتي لكثيرٍ من كتابها ( الكتاب الذين يتبنون الفكر وليس المرتزقة و متبعي الهوى .!) وجدت أن عندهم وجه حقٍ يسير محاط بباطل , ولكنهم أخطئوا في الطريق , و أنا أطالبهم بإعادة النظر في طريقة الإصلاح , و انصحهم أن يبذلوا الغالي والنفيس في تنقية صفوفهم من الدخلاء الذين ما انفكوا ينخرون ويتعلقون بأي شيء في سبيل تقويض بنيان المجتمع السعودي المحافظ , أولائك الدخلاء الذين سيدمرون في سبيل وصولهم لغاياتهم أي شيء , حتى لو كانت اللبرالية التي يتدثرون بها .!
وكما هو معلوم لكل منصف أن هؤلاء الدخلاء ينقلون لنا صورة سيئة جدًا عن اللبرالية السعودية مع ما فيها من باطل , ويطعنون في اللبرالية من حيث لا يعلمون , وكثيرٌ هم الدخلاء ولكل دخيل أهداف وغايات يطمح للوصول إليها على أكتاف اللبرالية .!
فقد تدثر كثير من الرافضة بدثار اللبرالية مع هشاشته , وأخذوا يطالبون بما بُحَ به صوت أسيادهم ولكن بصبغة الحرية , وكانت لهم محاولات في التقارب بين السنة والشيعة بزعم أن الدين دين الله و أن الافهام تختلف , و أن تقبل الأخر مطلوب والاقصائية مرفوضة , و اتهموا السنة بالاقصائية لعدم تقبلها للشيعة , وطالبوا بأن تكون لهم سلطة في قضاء و السياسة من باب العدل والديمقراطية , ونسي هؤلاء الدخلاء أن الاختلاف في الأصول وليس في الفروع , وقد تلقف هذه الشبهة كثير من منصفي اللبرالية , إما لجهلهم بخطورة الأمر أو في حين غفلة منهم , والعجب أنهم ما أن وجدوا استحالة هذا المطالب قاموا برفض كل ما هو ممثل للسنة مثل : رفضهم للقضاء و تحري زلاته لفضحها و إشاعتها , و كرههم لمشايخ السنة عموماً والصحويين خصوصاً والترويج لسماحة المذهب الشيعي وتشدد المذهب السني .!
ومن الذين تدثروا بدثار اللبرالية مع هشاشته أصحاب الهوى والعبث والملحدين , فهم من أخبث من تدثر باللبرالية , مع أنهم لا يعرفون من اللبرالية إلا أنها حرية , وهم حقًا في حكم المرتدين , فتجدهم يطعنون في الدين الإسلامي و أحكامه و يشككون في كل إسلامي , شغلهم الله بالإسلام , فهم ما تركوا الإسلام إلا ليرتاحوا ـ بزعمهم ـ فأقض الله راحتهم , وأشغلهم بالإسلام , فلا هم لهم إلا هدم الإسلام والتنقص منه , وتجدهم كثيرًا ما يبررون أفعالهم التي حرمها الإسلام باللبرالية الحرة , وتناسوا أن لا حرية مطلقة , فتجدهم في بارات السكر يرتعون , أو في بيوت اللهو عابثون , حتى إذا ما صحوا من رقدتهم قالوا هذا ما حرمه ربنا إلا لأنه خير , وأمثال هؤلاء كثر , فمنهم من يطعن في الحسبة لأنها أفسدت عليه لذته , أو نالت سياطهم من جسده تعزيرًا لانتهاكه لحرمات الله , فتجدهم يسلقون الهيئات بألسنة حداد , باذلين جهدهم في الطعن فيهم و تضخيم أخطائهم , دون تثبتٍ ولا تروٍ ودون علم بحيثيات القضايا , هكذا طعنهم لمجرد الطعن , ولم ينسُ القدح والذم لكل مظهر إسلامي كاللحى وتقصير الثوب والسواك , وكذلك لم ينسُ التشكيك في دين الله و أحكامه وعدله بإثارة الشبهات والقدح في النبي صلى الله عليه وسلم والتشكيك في عفته وعصمته , هؤلاء لا يرجى منهم خير إلا أن يشاء الله ويتوب عليهم , وغالبًا ما يكون هؤلاء جهلة بأمور الدين , لا يعتد برأيهم في المجتمع , لا إنجاز لهم إلا القدح في أهل الخير , فهم في هامش الحياة يرتعون , وأغلب اللبراليين كهذا الصنف , قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )
و من الذي تدثر بدثار اللبرالية قسم محدث , لم يظهر إلا خلال هذا العقد تقريباً , عمله مشابه لعمل أصحاب الهوى , ولكنهم يعملون باحتراف وبمقابل مادي مجزٍ , يتقاضونه بصور ملتوية , كإعانات أو قروض , بخلاف السابقين الذين أعمتهم لذتهم , هؤلاء حق للأمير نايف أن يقطّع ألسنتهم كما صرح , هذا الصنف يدس السم في العسل , أقلامهم أنجس من بول خنزير , لو طلب من أحدهم قدح أمه لما توانى خوفاً من انقطاع تلك الأموال و الإعانات , سُخرت لهم بعض الصحف زوايا يومية أو أسبوعية خاصة لمقالاتهم المسمومة , ولغبائهم أصبحت مواضيعهم أرض خصبة للتندر على البله والجهل الذي هم فيه يعمهون .
واختم بأن أقول بأن ما كتب أعلاه هو خلاصة لتجربتي في محاورة اللبراليين , في فترات مختلفة , من خلال مواقعهم الالكترونية , واسأل الله أن يكفينا شر من به شر , وصلى الله عليه وعلى آله وصحبة أجمعين .
عبدالعزيز اللحياني ليلة الخميس 27/2/1429 هـ

ليست هناك تعليقات: